الثانوية .. فترة هامّة في حياة الفتاة وهي اللبنة التي تُبنى عليها الشخصية ففيها تقوى الروابط الوجدانية وتتعرّف الطالبة كيف تتعلّم ؟.. وكيف تستفيد مما تعلمته ؟ لتظهر موقعها من درجات التحصيل والذكاء .. ..
الثانوية .. الطريق لاتخاذ القرار وتخطيط الإستراتيجية السليمة للتعامل فتعرف الطالبة أنها ليست صغيرة بل بلغت سن التكليف وأصبحت متهيئة لئن تكون زوجه وأماً تدير مملكتها الصغيرة بدقةٍ متناهية كان التعليم في هذه المرحلة البوّابة الرئيسة .. ..
الفتاة في الثانوية .. لغةٌ شجيه .. وعبارة قصيرة .. مليئة بالعذوبة .. تستحق الوقوف عندها والتأمل أو فيما ورائها ، فالفتاة في هذه المرحلة وهذا السن تسعى في إضلالها أياديٍ ماكرة وأنفسٌ شريرة تريد إنزالها من علياء كرامتها إلى الامتهان والانحطاط عبر العناوين المشوّقة والفضائيات الساحرة وآخر صيحات الموضة والتقليد وأصول الإتكيت
الثانوية .. مرحلة حرجة من حياة الفتاة يجب الكتابة عنها بأسلوب مهذّب خالٍ من العنف والتجريح أساسه الصراحة في أفكارها والعفوية في عبارتها دعوةً للطالبة بأن تُحافظ على أعزْ ما تملك من الكرامة والعفاف .. ..
فنحن نريد الفتاة في الثانوية .. النشيطة المثابرة .. الواقعية في مناقشتها .. المنطقية في قولها .. اللبقة في حديثها .. الهادئة في طباعها .. الحسنة في سلوكها .. العاقلة في انفعالاتها و مشاعرها.. الذكيّة القادرة على نقد الأفكار الهابطة .. وهي من تعيش في عصر أصبحت فيه الرذيلة عالميّةٌ رائجة لها نجومها ومؤسساتها وإعلامُها .. تقف أمام الطوفان بشموخ الالتزام وقوّة الإيمان ..
أختي في الثانوية :
النفس الطفولية هي المحطة الأولى لكِ فهي .. غديرُ ماءٍ عذب لن يعود ولن تتلذذِ به مرّةً أخرى الألعاب .. الهدايا .. الأصدقاء .. الأقارب .. الجيران .. فرحة العيد .. المنتديات والملاهي .. ذكرياتٌ جميلة محببة للنفس أصبحت حلماً لن يعود للوجود مرةً أخرى .. إنَّما هي مرحلة قادمة بل حاضرة في لحظات تعايشينها في هذه المرحلة يجب الاستعداد والتخطيط لها .
فآمال البنت تختلف عن آمال الطفلة لترسمي لنفسكِ لوحةً رائعة من التفكير والخلق والمعاملة والمتابعة
أختي في الثانوية ..
تقوية العلاقة بالله في هذه المرحلة صمام الأمان لكِ في هذه الفترة الحرجة وذلك بالمحافظة على الصلوات في وقتها والإكثار من نوافل العبادة مع الاهتمام بالقدوة الحسنة وفهم الواقع والحاجة إلى الأمن والأمان ..
فما أجمل الفتاة المراهقة حينما تكون..
عزيزة النفس ، كريمة الخلق ، مبتسمة ، مثابرة ، داعية للخير ، معتدلة ، حازمة ، صبورة ، وفية ، مصلية ، متهجدة ، تاليه ، ذاكره ، داعية ، لا تتعمد الأخطاء .. راجـحـة العقل .. رحيبة الصدر ، بارّةً بوالديها و أهلها ..
يحبها الصديقات ويدنون منها ويحفلون بها ويكبرونها لمزاياها وأخلاقها .. بيانها ومنطقتها يأخذ لباب معلماتها وتقديرهم فالصغيرة في عينها كبيرة فتأخذ بالخواطر وتشارك غيرها في السرّاء والضرّاء تعرف مجتمعها عن قرب لتتعامل بمالها وما عليها بشخصية قوية ومبادرة .
تعيش الفتاة في هذه المرحلة قمة العاطفة بأنواعها المختلفة حُباً وكراهية احتراماً و إعجاباً صداقةً واحتقاراً قد بدأت العاطفة لديها بحب والديها إذْ كانت طفلة لتكبر وتكبر معها مجالات عاطفتها فالفتاة بالفطرة تحب الدين والصدق والشرف وتكره الرذيلة والاستبداد قال : ( كل مولودٍ يولد على الفطرة )
أختي في الثانوية :
العاطفة بوابة السعاده فكم تحتاج الفتاة إلى من حولها حباً وتقديراً فهي تضحك للفرح والتسلية وربما وصل التعبير العاطفي إلى التعبير الانفعالي برفع الصوت وتحريك اليدين وعكس ذلك الكآبة والكراهية ليظهر عليها الصراخ وتقطيب الوجه .
تحب الفتاة في هذه السن التعبير بكلمة ( أنا ) فأنا أحب،وأنا أكره، وأنا جئت، وأنا سافرت، وأنا وأنا وبعبارة موجزة( أنا ) لوحة رائعة مليئة بالألوان والأشكال المختلفة إرضاءً لعواطفها الجميلة التي تزداد جمالاً ورونقاً وبهاءً بالطاعة والإيمان فلا مجال لعاطفةٍ سيئة تقود الطالبة المراهقة إلى المزلاق من الإعجاب والتصرفات الخاطئة فتتلّهث وراء محبوبتها حيناً وتبكي أحياناً وتحزن مرة وتقلق مرّاتٍ كثيرة فلماذا؟ ومن المستفيد من هذه العاطفة ؟ !!
من المفاهيم المقررة لدى الطالبة .. بعد انتقالها من أولى ثانوي تقسيم المرحلة القادمة إلى القسم العلمي والقسم الأدبي لتتميز طالبة القسم العلمي بالفهم السريع وتنظيم الوقت ومتابعة المواد أول بأول فيما توصف طالبة القسم الأدبي بالحفظ ومتابعة قدراتها..
أختي الطالبة :
من أنتِ ؟ وما قدراتكِ ؟ بعد تجاوز مرحلة الإعداد والتهيئة أولى ثانوي فالحفظ والفهم وظيفتان متلازمتان لا يصح في العملية التعليمية الاقتصار على أحدهما كما هو شائع عند الطالبات فالحفظ يحتاجه الفهم فكم من طالبة تفهم في الفصل ولكن ما أسرع ما تنسى لعدم التطبيقات الداعية للحفظ .. وحينئذٍ تكون الطالبة غير متحمسة كثيراً للتعلم واكتساب الفائدة فينصب جهدها على تحصيل الشهادة والظفر بتقدير متقدمٍ في التوجيهي يؤمن لها القبول في الجامعة .
علمي ــ أدبي .. ..
هــــــــــــــــاجسٌ يشكل إزعاجاً لك تحت ضغوطِ رغبة والديكِ ومرافقة الصديقات مع الخوف الشديد من المواد العلمية المزعجة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء بالدرجة الأولى لتأتي اللغة العربية و الإنجليزية في المرتبة الثانية بينما تحلق مواد العلوم الأدبية عالية في نفسك لتبعث الراحة والاطمئنان والنظر بتفاؤل إلى المستقبل .
( اختيار القسم )
.. مسؤولية وليس طموحاً وادعاءً وواجهة اجتماعية إنّما عمل وجد وبذل ومراجعة ومتابعة واندفاع نحو الأفضل دائماً باستمرار .. فهو نشاط لا يكاد ينتهي إلا ويبدأ من جديد وليس غريباً أن نرى من الطالبات من تختار القسم بكل ما تحمله كلمة الاختيار فالعجز والخوف والهروب من اتخاذ القرار آخر ما يراود تفكيرها .
( اختيار القسم ) لا مجال فيه للعاطفة التي تفقد الطالبة فيها الكثير وتتخلى عن الكثير فاللغة المُثلى للتعامل لغة القلب المفكر الرصيد الأغلى والأعلى .. ..
ماذا بعد الثانوية ؟ ..
سؤالٌ أهمَّ الأب والأم .. وأرّق منام الطالبة .. أفكار وخواطر تدور في الذهن فيحتار لها العقل . فهناك الآلاف من الفتيات يتخرّجن كل عامٍ من الثانوية ومئات الآلاف على مقاعد الدراسة في مراحل التعليم المختلفة وتمتلئ المنازل بهذه البراعم الجميلة من البنات . السؤال :
أين موقع الطالبة المتخرّجة في الثانوية منهنَّ ؟؟؟ وإلى أي مدىً خططت لنفسها ؟
هل تتابع مشوار التعليم وتدخل عالم الجامعة الهادئ ؟!
أم تتوقف لتنتظر الزوج القادم الحلم الجميل والحقيقة الأجمل ؟
هل تدخل عالم الوظيفة المزعج الذي يعج بالإرهاق والتعب ؟
أم تخلد للرّاحة والنوم المتواصل والفراغ القاتل ؟
تساؤلات هامة .. الإجابة عنها إصابة الهدف الأسمى الذي تسعى إليه الطالبة من حياتها والاستفادة منها بطريقة صحيحة وانطلاقة واعية للمساهمة بأدوار إيجابية خاصةً في بيتها الجديد ومملكتها القادمة .
فالمتخرّجة تملك الرؤية الواضحة والخطط السليمة والطاقة المؤهلة والفاعلة لتحقيق الهدف الذي تتبوأ به مكانتها المناسبة . فمعرفة قضية الأولويات طريق الحوار والمناقشة لتقبل المجتمع .
أختي في الثانوية ..
المشورة تساعد على بناء المستقبل وفهمه بعمق فبادري إليها فهناك المعلمات والزميلات اللاتي عندهنَّ النصيحة الصادقة والاستشارة النافعة وكفى باستشارة رسول الله في قوله تعالى : (( وشاورهم في الأمر )) أنموذجاً يحتذى ويتبع .
و إلى مزيدٍ من التألق والنجاح ..
مع تمنياتي للجميع يالتوفيق والهناء ومزيد من التقدم والنجاح ةعذرا على الاطاله ,,,